روايات مكتملة

لغز الشبح البرتقالي – لهجة مصرية

الأم كانت بتاكل مكسرات السمك وتشرب عصير ليمون وهي مبسوطة وسط هدوء الليل، والساعة قربت تبلش تدق الثانية الصبح.

“ليه مازلتِ قايمة؟”

دي اللي جاب بالها لما الباب اللي جنب غرفة المعيشة اتفتح، ويويو النصف مستيقظة قفزت من السرير بسرعة. ومع إن الوقت مكانش فعلاً كتير، بس انتبهت من نومها.

وفي اللحظة دي، صرخت يويو لما شافتني.

“ياااه أمي! أمي! شبح! في شبح!”

“أيه؟”

الأم عبست وهي بتتحول لعندي بالضبط في الاتجاه اللي يويو بتشيرله.

“مفيش حاجة هنا؟”

“ها هو… حاجة سودا بتبان عليها ملامح إنسان، وعندها عيون برتقالية، وكتير من النتوءات السودا الدقيقة اللي ظاهرة على جسمها.”

“أه…؟”

مهما حاولت، مبيبانش إن والدتها شايفاني، ومبتملكش أي قدرات خارقة للطبيعة.

لما فهمت الأم أخيرًا إن الشبح دا ابنتها اللي بتخيلته، امسكت بيد ابنتها برفق وقالت لها بهمس:

“ماما مش بتقدر تشوف الشبح دا؛ ربما دا كله خيالك يا حبيبتي.”

“بس…”

على الرغم إن يويو بتبان محبطة، والدتها هادئتها برفق:

“مش مشكلة، ماما هتضل جنب يويو على السرير لحد ما تنام.”

بعدين طلع والدها، اللي كان شغال في غرفة تانية، وسأل مرته مرتبك.

“إيه اللي حصل حبيبتي؟”

“يويو بتقول إن في شبح.”

“فين؟”

يويو أشارت بيدها للمطبخ قاعدة: “هناك، جنب الحوض.”

اقترب والدها مني حيث أشارت يويو مع تعبير حزين على وشها، وجلس جنبي، وسرعان ما حس بالرعب فجأة في ذراعه.

“فعلاً في حاجة هنا.”

“أيوة؟”

لما قالت يويو كده، ضحكت والدتها برفق وقالت:

“يويو لازم تنامي أكتر لو عايزة تروحي الروضة بكرة.”

وأثناء كلامها، أمسكت بيد يويو علشان ترجعها للسرير.

“بس…”

“همام، ماما هتدور على طريقة تطرد الأرواح الشريرة وتطرد الشبح بعيدًا.”

“فعلاً؟”

“ايوة.”

ابتسمت يويو منتبهة وأمسكت بيد والدتها بقوة وهما راجعين لغرفة النوم؛ علشان هي ثقت في كلام أمها.

والدها كان بيرجع ذهابًا وإيابًا في الروابي وكل ما يمر بجنبي بيحس بقشعريرة في جسمه.

“بقدر أحس بطاقة روحية هنا؛ فعلاً، في حاجة هنا.”

أومأ والدها وهو واقف جنبي.

متوقعتش ده أصلاً.

يارب ما يكونش روح شريرة.”

لما قال والدها كده، رجع لشغله.

حتى أنا مكنتش واثق من حالتي؛ أنا روح شريرة ولا لأ.

بعد ما روحت يويو للروضة في اليوم التاني، الأم بدأت تدور على طريقة تطرد الأرواح الشريرة.

“طيب، بفكر إنه في الوقت ده لازم نجدِّد هواء الغرفة وننظفها ونرش الملح!”

فتحت والدتها النوافذ، ورمت الأطباق المتسخة في غسالة الأطباق، وملأت طبقًا صغيرًا بالملح، ووضعته على طاولة المطبخ.

“كده تمام!”

وفعلًا، كانت فكرتها صح، لأن اللي عملته ده خفَّف من توتري لنصفه.

بس على الرغم من كل ده، بعد ما وضعت الملح صح، بس احتاج عشر دقايق إن الهواء النقي في الغرفة يتبدَّل بالهواء الملوث من تاني.

ومن المحتمل إن ده بسبب الجو الحار جدًا برا، ومع الوقت، الأطباق الجديدة بدأت تتراكم في الحوض.

وبسبب كده، ما خرجتش من البيت نهائيًا، عشان المكان رجع مريح ليا تاني.

لكن لازم أبذل جهد كبير علشان أنقل موضع وجودي. ما لما الحالة متغيرتش بشكل ملحوظ، مش هروح من مكاني. الحركة كتير مؤلمة.

وملما حل الظلام تاني، والدتها بدأت تمارس اليوجا في غرفة المعيشة تاني.

وأنا تاني نظرت لها فاضية. مبتبانش إن الأم متعارضش، على العكس تمامًا، وجودي هنا. مش حاسة بالقلق إطلاقًا بعد ما ادّعت ابنتها وزوجها إن في شبح في الغرفة دي؟
وهكذا انتهى الفصل الثاني.

Leave a Reply